أملي بالله مراقب إداري لمنتديات الدعوه الى الله
عدد المساهمات : 215 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/10/2009
| موضوع: مقتضيات العقيدة ولوازم الدين الجمعة أكتوبر 23, 2009 2:37 pm | |
| مقتضيات العقيدة ولوازم الدين "
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على محمد النبي عبده ورسوله ثم أما بعد : إن توحيد الله تبارك وتعالى تعالى ينبغي أن يكون بثلاث مسائل في باب تقرير إلهية الله تعالى وهي في الحقيقة مضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وهذه الأصول الثلاثة العظيمة تجمع جميع لوازم التوحيد السليم ومقتضيات الإيمان القويم و ركائز العقيدة الصحيحة والملة الحنيفية المستقيمة وهي ملخصة في ثلاث نقاط : 1 : توحيد الله سبحانه في ذاته وأسماءه وصفاته وأقواله وأفعاله. 2 : إفراد الله تعالى وحده بالشعائر الإيمانية العقدية التعبدية. 2 : تجريد الأعمال لله تعالى وحده فيما نص عليه الدليل في القرآن وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في أحكام الشرائع الإلهية. فعلى العبد المسلم أن يفتش قلبه حتى لا يدع فيه النفاق ولابد عليه أن يراجع خلجات صدره لانتفاء الحرج مما قضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى لا يتصف بصفات الإعراض والممانعة والمنازعة التي ليست من صفات المسلمين بل من علامات المنافقين الصادين عن دين الله العظيم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى [ج28 ص471] : " فكل من خرج عن سنة رسول لله صلى الله عليه وسلم وشريعته فقد أقسم الله بنفسه المقدسة أنه لا يؤمن حتى يرضى بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع ما شجر بينهم من أمور الدين أو الدنيا وحتى لا يبقى في قلوبهم حرج من حكمه"، فلا بد أن تجتمع هذه الملامح الطيبة في قلب العبد المسلم وتظهر على لسانه وجوارحه كما قال العماد ابن كثير في التفسير : " قال الله تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم }، يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له ظاهرا وباطنه"، وكل عبد يظهر ظاهرا بلا قناعة باطن أنه يحب الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم بلا دعوى ولا برهان فسيظهر نفاقه وكذبه عند الطاعة والامتحان، فبالله عليكم كيف يكون الرجل صادقا وهو يطع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبع غير هدي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصر أعداء الله ودينه و رسوله صلى الله عليه وسلم وعباد الله المؤمنين، فيجب على كل مؤمن الرضا بأوامر الله تعالى ودينه الحنيف وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأصول والفروع، كما قال ابن القيم رحمه الله في [ كتاب التبيان في أقسام القرآن ص 270] : " أقسم سبحانه بنفسه المقدسة قسما مؤكدا بالنفي قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكموا رسوله صلى الله عليه وسلم في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع وأحكام الشرع وأحكام المعاد، ولم يثبت لهم الإيمان بمجرد هذا التحكيم حتى ينتفي عنهم الحرج وهو ضيق الصدر، وتنشرح صدورهم لحكمه كل الانشراح وتقبله كل القبول، ولم يثبت لهم الإيمان بذلك أيضا حتى ينضاف إليه مقابلة حكمه بالرضا والتسليم، وعدم المنازعة وانتفاء المعارضة والاعتراض"، والعبد المسلم يجب عليه كذلك أن يجتنب التولي والإعراض عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته، لأن حكم الامتناع والمعاندة تولى عن حقوق الله وإعراض عن أوامره تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه : [ ومن رغب عن سنتي فليس مني]، قال العلامة النووي رحمه الله : " من رغب عنها لا يتعلمها ولا يعمل بها"، وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ في [رسالة حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ص74] : " فتحكيم شرع الله وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة الأفراد على أنفسهم وكذلك الحكام وولاة الأمر على رعاياهم ومن تحت أيديهم واجب فرض متحتم لا محيد عنه لمؤمن مسلم، بل هو من حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، فهذه المخالفات من أعظم المعاصي الموبقات والذنوب الكبار المهلكات لأنها تورث العبد صفة التكبر عن طاعة الله كما وقع لإبليس وعلماء اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم الدين، قال ابن تيمية في [ مجموع الفتاوى ج20 ص96، والصارم المسلول ص521] : " إن العبد إذا فعل الذنب، مع اعتقاد أن الله حرمه عليه واعتقاد انقياده لله فيما حرمه وأوجبه فهذا ليس بكافر، فأما إن اعتقد أن الله لم يحرمه أو أنه حرمه ولكن امتنع من قبول هذا التحريم وأبى أن يذعن لله وينقاد فهو إما جاحد أو معاند، و لهذا قالوا : من عصى الله مستكبرا كإبليس كفر بالاتفاق"، ولهذا قال العلماء: "من ادعى شيئا ليس فيه كذبته شواهد الامتحان"، وكل من خالف عمله حبه المزعوم فهو كاذب في دعواه محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى قال :{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين}، فالظاهر عنوان الباطن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " محبة التوحيدإنما تكون لله وحده على متابعة رسوله صلى لله عليه وسلم قال الله تعالى : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }"، وكما قال ابن القيم في الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية : شرط المحبة أن توافـق من تحب... على محـبته بـــــلا عصـــيان فإذا ادعيت له المحبـة مع خلافك... ما يحب فأنـت ذو بهتـــــــان أتحب أعداء الحبيـــب وتـدعي... حبـا له ما ذاك في إمكـــــــــــان وكذا تعادى جــاهدا أحبابه.... أين المحبة يا أخـــا الشيطــــــــان ليس العبـــادة غير توحـــيد المحبة...مع خضــوع القلب والأركـــان. ومن مقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كمال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع شرعه و سنته وتحكيمه في كل شأن من شؤون الحياة اليومية للمسلم مع الرضا بدينه وقبول سنته صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في [ رسالة وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه ص 27 ] : " فلا يتم إيمان العبد إلا إذا آمن بالله ورضي حكمه في القليل والكثير وتحاكم إلى شريعته وحدها في كل شأن من شؤونه في الأنفس والأموال والأعراض وإلا كان عابدا لغيره كما قال تعالى :{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، فمن خضع لله سبحانه وأطاعه وتحاكم إلى وحيه فهو العابد له، ومن خضع لغيره وتحاكم إلى غير شرعه فقد عبد الطاغوت وانقاد له كما قال تعالى :{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وأنزل من قبلك...}، وهذا هو حال المنافقين الذين يرمون الإسلام بالرجعية،ويطعنون في أحكامه ويسمونها أحكام بربرية ويستهزؤون بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ويلقبونها بالوحشية، قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ في [ رسالة حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ص 72] : " ومما يدل على حقيقة هذه الشهادة العظيمة التسليم له صلى الله عليه وسلم وتحكيم شرعه والتحاكم إليه والرضا به"، فالرضا والتسليم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم دليل على الإيمان لأن المتابعة شرط وركن كما جاء في معتقدأهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة قال الجصاص في [أحكام القرآن ج 2 ص213-214 ] : قال تعالى: { فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيماشجربينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجامماقضيت ويسلمواتسليما }، وفي هذه الآية دلالة على أن من رد شيئا من أوامر الله تعالى أو أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو خارج من الإسلام، سواء رده من جهة الشك فيه أو من جهة ترك القبول والامتناع من التسليم"، وإن حكم التولي عن الدين والإعراض عن الملة عند أهل السنة والجماعة ليس كحكم العصيان والفجور، لأن الأول يتعلق بالرضا والقبول وصدق ذلك يظهر في الانقياد والتسليم والمتابعة والحكم الثاني الذي هو الفجور والعصيان فهو من باب المعاصي الشهوانية أو الشبهاتية ، قال الشيخ قال صالح الفوزان في رسالة [محاضرات في العقيدة والدعوة ص159] : " وقال سبحانه وتعالى:{ فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم }قال الشوكاني : أي إن أعرضوا عن قبول حكمك بما أنزل الله عليك فذلك لما أراده الله من تعذيبهم ببعض ذنوبهم وهو ذنب التولى عنك و الإعراض عما جئت به. قال ابن كثير: فإن{ تولوا }: أي عما تحكم به بينهم من الحق وخالفوا شرع الله { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم } أي: فاعلم أن ذلك كائن عن قدرة الله وحكمته فيهم أن يصرفهم عن الهدى لما لهم من الذنوب السالفة التي اقتضت إضلالهم ونكالهم"، وفي الحقيقة فساد القلب سبب فساد المعتقد، وإذا ظهر الفساد في المعتقد الفساد كان ذلك علامة على ظهور الفساد بين المسلمين كذلك في ترك الشرائع والامتناع عن التحكيم وكما قال أهل العلم : " ما غيرت أمة عقيدتها إلا غيرت شريعتها"، وسبب اتخاذ الناس الأحبار والرهبان أربابا من دون الله تعالى هو اعتقادهم الفاسد أن لهم حق التصرف في الحلال والحرام والوعد والوعيد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " ما ظهر الشرك إلا بعد غياب النبوات"، وقال شيخ الإسلام كذلك : " إذا غابت النبوات ظهر الشرك"، والمنتسبون إلى الإسلام في آخر الزمان كثير ، وما أكثرهم والمنافقين الذين نعتهم الله تعالى في كتابه بأوصافهم الخبيثة ومنها موالاة الكفار والمكر بالإسلام وأهله والسعي لإهلاك أهل التوحيد وأهل القبلة قال الشيخ صالح الفوزان في [ محاضرات في العقيدة والدعوة ص157-158] : "وقال تعالى :{ ويقولون ءامنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بمؤمنين وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين، أفي قلوبهم مرض أم ارتبوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله، بل أولئك هم الظالمون}، فبين سبحانه أنهم يبطلون انتسابهم إلى الإسلام ودعواهم الإيمان بتوليهم وإعراضهم عن تحكيم شريعته عندما يدعون إلى ذلك وأنه لا يكفي تحكيمهم لها في جانب مالهم دون جانب ما عليهمبل لابد من تحكيمها فيما لهم وما عليهم،ثم بين سبحانه صفة المؤمنين الصادقين في إيمانهم عندما يدعون إلى تحكيم الشريعة الإسلامية فقال سبحانه: { إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم }، ثم بين ثمرة هذا الانقياد لحكم الشريعة وعاقبته فقال :{ وأولئك هم المفلحون } فهم الحاصلون على الفلاح في الدنيا والآخرة دون أولئك الذين اكتفوا من الإسلام بمجرد الانتساب إليه دون تحكيم شريعته"، فليس لأحد أن يخالف دين الرسول صلى الله عليه وسلم مهما كانت مرتبته ومنزلته، لأن الله تعالى جعل الناس سواء في الأمر والنهي ما عندنا الأحبار والرهبان في الإسلام الذين يبدلون معالم الدين وأحكام الملة والسنة قال ابن كثير في [ كتاب التفسير ج3ص598] قال تعالى :{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، فهذه الآية عامة في جميع الأمور وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء فليس لحد مخالفته ولا اختيار لحد هاهنا ولا رأي ولا قول"، فديننا كامل قد أكمله الله تعالى وجعله خاتم الرسالات و زبدة النبوات وجعل أهله هم خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى [القول المفيد على كتاب التوحيد ج2ص161] :" فالشرع كامل من جميع الوجوه،قال تعالى{اليوم أكملت لكم دينكم} وكيف يقال إن المعاملات لا تعلق لها بالشرع وأطول آية في القرآن نزلت في المعاملات ولولا الشرع في المعاملات لفسد الناس"، فالواجب على كل مسلم أن يتعلم دينه وما يجب عليه وما لا يجوز في حق دينه وملته.
| |
|