¯¨'*·~-.¸¸,.-~*' (منتدى الدعوه الى الله) ¯¨'*·~-.¸¸,.- -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

¯¨'*·~-.¸¸,.-~*' (منتدى الدعوه الى الله) ¯¨'*·~-.¸¸,.- -

منتدى اسلامي محاضرات وخطب فلاشات دعويه رقيه شرعيه
 
الرئيسيةحياكم الله*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهمية الإعجاز بين المسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دمعة ندم
المـديـر العـــام
دمعة ندم


عدد المساهمات : 622
النشاط : 0
تاريخ التسجيل : 16/10/2009
العمر : 55
الموقع : منتديات الدعوه الى الله

أهمية الإعجاز بين المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الإعجاز بين المسلمين   أهمية الإعجاز بين المسلمين Emptyالخميس أكتوبر 29, 2009 11:22 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وبعد: لا زلنا في أهمية الإعجاز العلمي بين المسلمين وهذا المطلب الثاني وهو بعنوان: رفع الإشكال في الأحاديث المشكلة والفهوم المشكلة.
فالإعجاز العلمي لا يقتصر أثره على زيادة إيمان المؤمنين وتثبيته بل يتعدى ذلك لأمور أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر ما سنتطرق إليه في هذا المطلب وهو:
رفع الإشكال في الأحاديث المشكِلة
ومعنى الرفع الإزالة والمقصود بالإشكال: «الأمر يوجب التباساً في الفهم»(1) والمشكِل هو: «ما لا ينال المراد منه إلا بتأمل بعد الطلب»(2)
وفي هذا المطلب أتينا بأمثلة تبين دور الإعجاز العلمي في رفع الإشكال في الأحاديث المشكِلة وذلك بسبب احتمال اللغة لأكثر من معنى ويأتي بسبب التعارض الظاهر أو وهم بعض رواة الأحاديث لحديث أو الخطأ في شرح حديث وأشياء أخرى ليس هذا المكان لذكرها وهنالك مؤلفات ذكرت أسباب الخلاف ومن الأمثلة على ذلك
اكتمال جمع خلق الجنين بعد أربعين يوماً أم بعد مائة وعشرين يوماً؟
هل يكتمل خلق الجنين النطفة والعلقة والمضغة والعظام بعد الأربعين يوماً أما بعد مائة وعشرين يوم بسبب التعارض الظاهر لبعض هذه الأحاديث في هذا الموضوع كيفية استخراج الراجح وسبب التعارض ورفع الإشكال هذا ما سنراه في هذا المثال:
الحديث الأول في مسلم(3)
عن عبد اللَّهِ بن مسعود قال حدثنا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو الصّادق المصدوق: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ في ذلك عَلَقَةً مِثْلَ ذلك ثُمَّ يَكُونُ في ذلك مُضْغَةً مِثْلَ ذلك ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أو سَعِيدٌ فَوَا الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حتى ما يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عليه الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وان أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حتى ما يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عليه الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا"
وجاء هذا الحديث في البخاري بلفظ صحيح البخاري:
"إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلك ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلك ثُمَّ يَبْعَثُ الله مَلَكًا" (4)
فالفارق بين اللفظين أن لفظ مسلم فيه زيادة على لفظ البخاري لفظة: (في ذلك) ولا توجد هذه اللفظة في صحيح البخاري
ولذلك اختلف شراح الأحاديث إلى قولين في شرح هذا الحديث حول متى يكتمل جمع الخلق بعد أربعين يوماً أم بعد مائة وعشرين يوماً
القول الأول: اكتمال جمع الخلق بعد مائة وعشرين يوماً وهذا المعنى يمكن فهمه من لفظ الحديث في صحيح البخاري لأنهم حملوا لفظة: (مثل ذلك) على المثلية في الأربعين فيكون أربعين يوماً نطفة، وأربعين يوماً علقة، وأربعين يوماً مضغة، فيكون الجمع لهذه الأيام مائة وعشرين يوماً، ثم يكون نفخ الروح بعدها وأصحاب هذا القول كثر منهم:
- الإمام النووي في كتابه شرح النووي على صحيح مسلم (5)
- بدر الدين العيني الحنفي في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري(6)
- ابن حجر أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) في فتح الباري(7)
- القاضي عياض (أهمية الإعجاز بين المسلمين Icon_cool
- محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1393هـ) في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن(9).
- الإمام القرطبي في تفسيره (10)
- ابن القيم محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (11)
- بن عاشور في كتابه التحرير والتنوير(12)
القول الثاني: أن اكتمال جمع الخلق يكون بعد أربعين يوماً
وأما أصحاب هذا القول فنذكر منهم:
- ابن الزملكاني(13):«محمد بن علي بن عبد الواحد الأنصاري، كمال الدين، المعروف بابن الزملكاني: فقيه، انتهت إليه رياسة الشافعية في عصره (667 هـ - ت 727 هـ»(14).
يقول ابن حجر في فتح الباري "ومال بعض الشراح المتأخرون إلى الأخذ بما دل عليه حديث حذيفة بن أسيد من أن التصوير والتخليق يقع في أواخر الأربعين الثانية حقيقة. ..
ونقل ابن الزملكاني عن ابن الحاجب في الجواب عن ذلك أن العرب إذا عبرت عن أمر بعده أمور متعددة ولبعضها تعلق بالأول حسن تقديمه لفظا على البقية وإن كان بعضها متقدماً عليه وجوداً، وحسن هنا لأن القصد ترتيب الخلق الذي سبق الكلام لأجله(15)
- ومن أصحاب هذا القول ومن تبعه من المتأخرين في عصرنا الحاضر من العلماء والمشايخ والمتخصصين في الإعجاز العلمي.


الراجح في أقوال العلماء (16)
وإذا عدنا إلى فهم علماء المسلمين للحديث النبوي المشار إليه سابقاً نرى أنه قد وقع خلاف بينهم في تحديد مدة النطفة والعلقة والمضغة، هل هي أربعون يوماً لكل مرحلة منها أم هي أربعين يوماً للمراحل جميعاً بناء على تفسيرهم لحديث عبد الله بن مسعود السابق.
لقد فسر بعض هؤلاء العلماء هذا الحديث على أنه يعني أن النطفة والعلقة والمضغة تتم على التوالي في فترات طول كل منها أربعون يوماً فيكون المجموع مائة وعشرون يوماً، وفهموا أن عبارة (مثل ذلك) تشير إلى الفترة الزمنية (أربعين يوماً) واستنتجوا من ذلك أن المضغة لا تتم إلا بعد (120) يوماً .
حل الخلاف(17):
وبعد تجميع النصوص الواردة في الباب وتحقيقها والنظر فيها جميعاً تبين أن القول بأن المضغة لا تتم إلا بعد مائة وعشرين يوماً قول غير صحيح للأدلة التالية:
1) روى حديث عبد الله بن مسعود السابق كل من الإمامين البخاري ومسلم، ولكن رواية مسلم تزيد لفظ (في ذلك) في موضعين قبل لفظ (علقة) وقبل لفظ (مضغة) وهي زيادة صحيحة تعتبر كأنها من أصل المتن جمعاً بين الروايات.
وعلى هذا تكون الرواية التامة لألفاظ الحديث كما هي ثابتة في لفظ مسلم "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ... الحديث"(18).
2) ذكر القرآن الكريم أن العظام تتكون بعد طور المضغة، قال تعالى:﴿فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا﴾[المؤمنون: 14] وحدد النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة أن بدء تخلق العظام يكون بعد الليلة الثانية والأربعين من بدء تكون النطفة فقال صلى الله عليه وسلم "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ... الحديث"(19).
فالقول بأن العظام يبدأ تخليقها بعد مائة وعشرين يوماً يتعارض مع ظاهر الحديث الذي رواه حذيفة تعارضاً بيناً .
3) أثبتت دراسات علم الأجنة الحديثة أن تكون العظام يبدأ بعد الأسبوع السادس مباشرة، وليس بعد الأسبوع السابع عشر مما يؤيد المعنى الواضح الظاهر لحديث حذيفة .
حيث استطاع العلم الحديث اليوم أن يصور المراحل المختلفة للجنين وذلك بغرس كاميرا في الرحم تلتقط الصور.
وعلى هذا يتضح أن معنى (مثل ذلك) في حديث عبد الله بن مسعود لا يمكن أن يكون مثلية في الأربعينات من الأيام .
وللتوفيق بين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب نقول: إنه لما كان اسم الإشارة في قوله (مثل ذلك) لفظاً يمكن صرفه إلى واحد من ثلاثة أشياء ذكرت قبله في الحديث، وهي:
جمع الخلق، وبطن الأم، وأربعين يوماً. فهو لفظ مجمل يحمل على اللفظ المبين للمقصود من اسم الإشارة في قوله، والذي يبين لنا ذلك حديث حذيفة الذي يمنع مضمونه أن يعود اسم الإشارة على الفترة الزمنية (أربعين يوماً) لأن النص المجمل يحمل على النص المبين حسب قواعد الأصوليين.
ولا يصح أن يعود اسم الإشارة على (بطن الأم) لأن تكراره في الحديث لا يفيد معنى جديداً فكأنه قال: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون في ذلك البطن علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك البطن مضغة مثل ذلك) وهذا التكرار للفظ البطن سيكون حشواً في الكلام يتعارض مع فصاحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان اسم الإشارة في الحديث لا يصح إعادته إلى الأربعين يوماً ولا إلى بطن الأم فيتعين بناء على ذلك أن يعود اسم الإشارة في قوله (مثل ذلك) على جمع الخلق، لا على الأربعينات، وهو ما توصل إليه، وحققه أحد علماء المسلمين المشهورين - ابن الزملكاني - في القرن السابع الهجري.
واستنتج من ذلك أن النطفة والعلقة والمضغة تتم خلال الأربعين يوماً الأولى .
قال ابن الزملكاني: ( وأما حديث البخاري فنزِّل على ذلك، إذ معنى يجمع في بطن أمه، أن يحكم ويتقن، ومنه رجل جميع أي مجتمع الخلق) .
فهما متساويان في مسمى الإتقان والإحكام لا في خصوصه، ثم إنه يكون مضغة في حصتها أيضاً من الأربعين، محكمة الخلق مثلما أن صورة الإنسان محكمة بعد الأربعين يوماً فنصب مثل ذلك على المصدر لا على الظرف.
ونظيره في الكلام قولك: إن الإنسان يتغير في الدنيا مدة عمره.
ثم تشرح تغيره فتقول: ثم إنه يكون رضيعاً ثم فطيماً ثم يافعاً ثم شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً ثم هرماً يتوفاه الله بعد ذلك.
وذلك من باب ترتيب الإخبار عن أطواره التي ينتقل فيها مدة بقائه في الدنيا .
ومعلوم من قواعد اللغة العربية أن (ثم) تفيد الترتيب والتراخي بين الخبر قبلها، وبين الخبر بعدها، إلا إذا جاءت قرينة تدل على أنها لا تفيد ذلك، مثل قوله تعالى:﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾[الأنعام: 153،154] .ومن المعلوم أن وصية الله لنا في القرآن جاءت بعد كتاب موسى فـ ( ثم ) هنا لا تفيد ترتيب المخبر عنه في الآية، وعلى هذا يكون معنى حديث ابن مسعود: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون في ذلك (أي في ذلك العدد من الأيام) علقة (مجتمعة في خلقها) مثل ذلك (أي مثلما اجتمع خلقكم في الأربعين) ثم يكون في ذلك (أي في نفس الأربعين يوماً) مضغة (مجتمعة مكتملة الخلق المقدر لها) مثل ذلك أي مثلما اجتمع خلقكم في الأربعين يوماً.
وقوله (ثم يكون علقة مثل ذلك)(20) أي: ثم إنه يكون في الأربعين المذكورة علقة تامة الخلق، متقنة محكمة الإحكام الممكن لها، الذي يليق بنعمه سبحانه وتعالى(21) .
وبهذا التوفيق بين النصوص يرتفع الخلاف
مثال آخر من ذلك حديث الحبة السوداء
جاءت أحاديث في السنة تقول أن الحبة السوداء شفاء من كل داء فهل المراد من ذلك العموم على إطلاق الحديث وبالتالي تدخل في شفاء كل الأمراض أما المراد الخصوص، انقسم شراح الأحاديث إلى قسمين ما سبب الانقسام، وما هو الراجح هذا ما سنراه في هذا البحث.
أولاً: ما هي الحبة السوداء؟
عُرِفت الحبة السوداء أيام الرسول r بالشونيز, وكان هذا هو الاسم الغالب لها, ولون هذه البذور أسود ولذا عرفت بالحبة السوداء, ويختلف اسمها باختلاف الدول (( فتسمى بحبة البركة في مصر، وبعض الأماكن تسمى بالكراويا السوداء, وتسمى بالكمون الأسود في السودان, وتعرف في اليمن بالقحطة, وفي اللغة الفارسية بالشونيز, والاسم العلمي لها هو: Nigel sativa))(22).
وهذه الحبة السوداء نالت الاهتمام عند المسلمين بسبب ذكر الرسولr لها، فلذا ذكرها شراح الأحاديث بشيء من التفصيل كما ذكر خصائصها واستعمالاتها المختلفة الأطباء المسلمون وغيرهم.

أما المكونات الفعالة في الحبة السوداء:
فإنها «تحتوي بذور حبة البركة على زيت طيار تصل نسبته إلى(5و1%)، وزيت ثابت حوالي( 33%)ويحتوي الزيت الطيار الذي يحصل عليه بواسطة عملية التقطير على مادة النيجللون وهي التي يعزى إليها المفعول الطبي لزيت حبة البركة»(23).
النصوص وشرحها عند المتقدمين.
ورد ذكر الحبة السوداء في أغلب كتب الحديث، فقد ورد ذكرها في صحيحي البخاري ومسلم، وفي مسند أحمد, وفي سنن الترمذي , وابن ماجة،والنسائي، وغيرها من كتب الحديث، وهي متقاربة الألفاظ متقاربة المعنى وسنقوم في هذا المطلب بذكر هذه النصوص كما يلي:.
أولاً: النصوص:.
1- عن أبي هريرة tأنه سمع رسول الله r يقول: "إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام"(24)والسام: الموت، والحبة السوداء: الشونيز وذلك كما بينته الأحاديث الأخرى.
2- عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال:"ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء، إلا السام" (25)
3- وعنه t: أن النبي r قال: "عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" والسام: الموت(26)
ثانياً الشرح:
الألفاظ التي وردت في هذه الأحاديث فيها عموم، وهو أنها جعلت الحبة السوداء شفاء من كل داء، فعمت جميع الأدواء، وقد اختلف الأقدمون في شرح هذا الحديث, فذهب قوم إلى تخصيص هذا الحديث، وقالوا المراد بالعموم هنا الخصوص، والقول الثاني: أن المراد به العموم كما ورد.
القول الأول:
فالذين ذهبوا إلى أن المراد به الخصوص هم ابن حجر، والخطابي، وأبو بكر بن العربي والمناوي، وذهب الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة(27) إلى أن المراد به العموم فلا يخص.
يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
«ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داءٍ صرفاً, بل ربما استعملت مفردة وربما استعملت مركبة، وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة، وربما استعملت أكلاً، وشرباً، وسعوطاً، وضماداً، وغير ذلك .
وقيل: إن قوله(كل داء) تقديره: يقبل العلاج بها، فإنها تنفع من الأمراض الباردة، وأما الحارة فلا....
وقال الخطابي: قوله (من كل داء) هو من العام الذي يراد به الخاص؛ لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلها، وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة.
وقال أبو بكر بن العربي: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء, ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به,فإن كان المراد بقوله في العسل ﴿فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ﴾[النحل: 69] الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى.
وقال غيره: كان النبي r يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد, فيكون معنى قوله "شفاء من كل داء" أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع, والله أعلم» (28).
وقال المباركفوري في شرح سنن الترمذي.
« ( عليكم بهذه الحبة السوداء ) أي الزموا استعمالها بأكل وغيره ( فإن فيها شفاء من كل داء ) يحدث من الرطوبة لكن لا تستعمل في داء صرفا بل تارة تستعمل مفردة، وتارة مركبة، بحسب ما يقتضيه المرض قاله المناوي» (29).
فمن هذا الكلام السابق يتضح أنهم خصصوا العموم الوارد في الحديث
القول الثاني أن المراد به العموم وقد ذهب إلى هذا الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة.
قال بن حجر: «قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : تكلم الناس في هذا الحديث، وخصوا عمومه،وردوه إلى قول أهل الطب والتجربة، ولا خفاء بغلط قائل ذلك؛ لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدار علمهم غالباً إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظنٍ غالب، فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم. انتهى. وقد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب, ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث » (30).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moohnd.yoo7.com
دمعة ندم
المـديـر العـــام
دمعة ندم


عدد المساهمات : 622
النشاط : 0
تاريخ التسجيل : 16/10/2009
العمر : 55
الموقع : منتديات الدعوه الى الله

أهمية الإعجاز بين المسلمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية الإعجاز بين المسلمين   أهمية الإعجاز بين المسلمين Emptyالخميس أكتوبر 29, 2009 11:23 pm


المطلب الثاني المكتشفات العلمية في الحبة السوداء
مكونات الحبة السوداء:
تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية:
ا- الجزء الخارجي( القشرة): وبه كبريت، وفوسفور، وفوسفات، وكاروتين، وحديد، وسلينيوم.
ب- الجزء الداخلي (اللب): وهو يحتوي على زيتها الذي يحتوي على الأنزيمات، والهرمونات، والمواد الكربوهيدراتية، والبروتين .
ج- الجزء الفيصل بين القشرة واللب: وهو رمادي اللون يحتوي على توكوفيرول، ومواد كبريتيه، ومعادن(31).
الحبة السوداء ودورها في تقوية جهاز المناعة:
أثبتت التجارب العلمية والأبحاث أن للحبة السوداء أثراً في تقوية مناعة الجسم، وقبل أن نتكلم عن الدراسات التي أثبتت دور الحبة السوداء في تقوية جهاز المناعة في جسم الإنسان، سنتوقف قليلاً عند هذا الجهاز ما هو دوره وكيفية عمله.
الجهاز المناعي في جسم الإنسان(32):
يقوم الجهاز بوظيفتين متكاملتين لمنع المرض، والتخلص من مسببه الغازي للجسم، إما بتحطيمه بواسطة عملية البلعمة، أو بإنتاج أجسام مضادة وخلايا متخصصة متوافقة مع تركيب كل كائن يغزو الجسم، وذلك لضمان القضاء عليه بشكل نهائي. وعليه فالمناعة التي يقدمها هذا الجهاز للجسم يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين:
أولاً: مناعة فطرية أو طبيعية:
وتعتبر خط دفاع أولي للجسم إذ تعمل على منع دخول الغازي (البكتريا والفيروسات)، أو إبادته قبل تمكنه من احتلال الأنسجة وتكاثره فيها وتسببه للمرض، وهي مناعة غير نوعية، حيث إنها توجد لصد جميع الغزاة من الكائنات الدقيقة والعوامل الخارجية الضارة بكيفية واحدة.
ثانياً: المناعة النوعية(33):
هي قدرة الجسم على إنشاء مناعة خاصة قوية وتامة ضد جميع العوامل الغازية للجسم كل على حدة، وتسمى أيضاً المناعة المكتسبة، وهي المناعة التي يكتسبها الجسم نتيجة لتفاعل الجهاز المناعي مع عامل خارجي اخترق دفاعات الجسم واحتل الأنسجة، وربما سبب مرضاً ظاهراً مثل الميكروبات الفتاكة والفيروسات والسموم والأنسجة الغريبة من الحيوانات الأخرى.
وتتكون هذه المناعة من النسيج الليمفاوي، والخلايا الليمفاوية التي تنتج الأجسام المضادة، ومن الخلايا الليمفاوية المتخصصة للقضاء على كل ميكروب غاز للجسم حسب تركيبه ووصفه.
وأما دور الحبة السوداء في تقوية هذا الجهاز: فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن للحبة السوداء دوراً في زيادة المناعة, ومن هذه الدراسات(34):
- الدراسة الأولى: أجريت على 27 متطوعاً ممن تبدو عليهم أمارات الصحة, وقسموا إلى مجموعتين أعطيت المجموعة الأولى جراماً واحداً من الحبة السوداء مرتين يومياً، وأعطيت المجموعة الثانية حبوباً مشابهة تحتوي على مسحوق الفحم المنشط وقد أجري تقييم لوظائف المناعة عند هاتين المجموعتين.
أظهرت نتائج الدراسة زيادة بلغت (55%) في نسبة الخلايا الليمفاوية المساعدة(ت4)إلى الخلايا الكابحة (تCoolوزيادة بلغت(30%) في نشاط خلايا القاتل الطبيعي.
- الدراسة الثانية: وقد أعيدت الدارسة مرة أخرى(35)على مجموعة ثانية من المتطوعين، وذلك لوقوع معظم المتطوعين في الدراسة الأولى تحت ضغوط مؤثرة شخصية ومالية، وضغوط متعلقة بالعمل خلال فترة الدراسة، وذلك لتفادي عامل الضغوط (الإجهاد) على جهاز المناعة، وأجريت على 19 متطوعا، وقسمت إلى مجموعتين، وأعطيت المجموعة الأولى بمقدار جرام واحد مرتين في اليوم، وأعطيت المجموعة الثانية مسحوق الفحم المنشط.
أظهرت نتائج الدراسة: أن هناك تحسناً في نسبة الخلايا المساعدة إلى الخلايا الكابحة بنسبة(72%)، في حين لم يحدث أي تغيير عند المجموعة التي لم تعط الحبة السوداء.
أما بالنسبة لنشاط خلايا القاتل الطبيعي( وهي الخلايا التي تقتل الخلايا الغريبة بواسطة سم خلوي) فقد ارتفعت نسبتها في المجموعة الأولى التي أعطيت الحبة السوداء.
الخلاصة: استنتج الباحثون من دراساتهم على الحبة السوداء، والمناعة النتائج التالية:
أولاً: ثبت أن تناول الحبة السوداء بالفم بجرعة جرام واحد، مرتين يومياً، له أثر مقو على وظائف المناعة المختلفة.
ثانياً: من الممكن أن يلعب مقو طبيعي للمناعة مثل الحبة السوداء دوراً هاماً في علاج السرطان والإيدز، وبعض الحالات المرضية الأخرى التي ترتبط بنقص المناعة(36).
نتائج الأبحاث والدراسات التي أجريت مع الإنسان حول الحبة السوداء التي ذكرت في مجلة الإعجاز العلمي(37) هذه خلاصتها:
أن مستخلص الحبة السوداء: يزيد من إنتاج بعض الوسائط المناعية " انترليوكين3" من الخلايا اللمفاوية البشرية، وأن له تأثيراً منشطاً على استجابة الخلايا اللمفاوية لأنواع معينة من الخلايا السرطانية .
أن الحبة السوداء تزيد من إفراز (إنترليوكين نوع 1- بيتا) الذي يقوم بتنشيط خلايا البلعمة.
أن مركبات الثيموكيون والدايثيموكيون لهما تأثير مدمر على أنواع عديدة من الخلايا السرطانية البشرية .
أن مستخلص الإيثانولي من بذور الحبة السوداء له تأثير سمي قوي على بعض الخلايا السرطانية وتأثير قوي ومنشط للمناعة الخلوية.
أن الثيموكيون المركب الموجود في الحبة السوداء له نشاط واضح مضاد للأورام السرطانية وغيرها .
أن زيت الحبة السوداء يفيد في علاج الروماتيزم، والأمراض الالتهابية ذات العلاقة .
أن مركب النيجليلون له تأثير متوسط مثبط لإفراز الهستامين من الخلايا البلازمية .
أن الحبة السوداء توقف نمو الخلايا السرطانية المسببة للاستسقاء.
- أن لها تأثير مثبط للجراثيم موجبة الجرام ممثلة في جراثيم المكورة الذهبية، وله تأثير مباشر على عدد من الجراثيم سالبة الجرام، وعاضد لبعض المضادات الحيوية.
نتائج الأبحاث والتجارب التي ذكرت في كتاب الشفاء بالحبة السوداء(38) هذه خلاصتها:
أن الحبة السوداء ومركباتها تقوم بتنشيط جهاز المناعة وتقويته.
أن مادة النيجليلون مفيدة في علاج تشنج القصبات الهوائية حيث تخفف من ضيق التنفس، ونوبات الربو، وتفيد في علاج النزلة الشعبية، والمغص الكلوي.
أن تفل الحبة السوداء المتخلف عن عصرها يخفظ الضغط الدموي .
أن الحبة السوداء تحتوي على مضادات حيوية توقف نمو الجراثيم .
نتائج الأبحاث والدراسات التي أجريت على حيوانات التجربة(39):
نتائج الأبحاث والتجارب التي ذكرت في مجلة الإعجاز العلمي(40) خلاصتها:
وجود تثبيط واضح لمعدلات نمو الفيروس في الكبد والطحال بعد ثلاثة أيام من الإصابة، كما ازدادت معدلات الأجسام المضادة في المصل.
أن زيت الحبة السوداء له خاصية مضادة للفيروسات المضخمة، والتي قيست من خلال ازدياد وظيفة وعدد الخلايا اللمفاوية التائية المساعدة، وزيادة الخلايا البلعمية الكبيرة، وتنشيط عملية البلعمة، وزيادة إنتاج الإنترفيرون نوع (جاما) في المصل.
أن الزيوت الطيارة في بذور الحبة السوداء تعد عاملاً كيميائياً واقياً ضد السرطان في المعدة.
أن لزيت الحبة السوداء تأثيراً مضاداً لتدمير الخلايا الكبدية، ويمكن أن يكون سبب هذا التحسن راجعاً إلى التحسن في جهاز المناعة العائل، وإلى التأثير المضاد للأكسدة في هذا الزيت .
ثانياً: ما جاء في كتاب الشفاء بالحبة السوداء:
نتائج الأبحاث والتجارب التي ذكرت في كتاب الشفاء بالحبة السوداء(41)خلاصتها:
أن للحبة السوداء فعلاً قوياً في إدرار الحليب عند الأمهات، إضافة إلى أنها تزيد من نمو ونضج أنسجة الثدي عند الفئران المرضعات.
أن لخلاصة الحبة السوداء فاعلية في زيادة إخراج حمض البول حيث إن ارتفاع حمض البول في دم الإنسان يؤدي إلى مرض النقرس .
أن للجزء الكربونيلي والثيوكينون وهما مركبان أساسيان في الحبة السوداء؛ لهما القدرة على زيادة طرح الصفراء من المرارة .
بعض خلاصات الحبة السوداء يساعد على التجلط وتثبيط نشاط الانحلال الفيبريني في الدم .
فوائد أكدتها الدراسات وعرفت الآلية التي تحقق الفائدة من خلال معرفة المادة الموجودة في تركيب الحبة السوداء, ومن هذه الفوائد:
أن الزيت الطيار الموجود في الحبة السوداء يحتوي على مادة النيجليلون، وهي مادة مضادة للهيستامين، ومن هنا فائدة الحبة السوداء في علاج الربو بتوسيع القصبات، وفي علاج ارتفاع الضغط الدموي بتوسيع الأوعية الدموية، وفي علاج بعض الأمراض الهضمية بإزالة التشنجات المعدية والمعوية .
تحتوي الحبة السوداء على مواد لها صفة المضادات توقف نمو الجراثيم ولا تسمح للجراثيم بالنمو في وسط غذائي توجد فيه الحبة السوداء، وهذا يعلل فوائد الحبة السوداء في معالجة الالتهابات والإنتانات .
استخلص من الحبة السوداء صبغة لها خواص مسكنة ومنومة لطيفة، ومن هنا يظهر فائدة الحبة السوداء كدواء مسكن خاصة في تسكين آلام الأسنان بالغرغرة، وفائدتها كمنوم خفيف يمكن استخدامه عند الأطفال(42).
أما الاستخدامات الحديثة للحبة السوداء في الطب البديل فقد استخدمت في أشياء كثيرة يمكن الاطلاع على التفاصيل في الكتب المخصصة لذلك(43):

وجه الإعجاز وحل الإشكال

أخبر الرسول r قبل أكثر من 1400 عام عن الحبة السوداء فقال:"إن في الحبة شفاء من كل داء"(44) وأخبرنا في لفظ آخر بقوله r: "ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء"(45) وأوصانا بقولهr:"عليكم بهذه الحبة السوداء, فإن فيها شفاء من كل داء"(46)
فأتت جميع هذه الألفاظ تثبت أن هنالك نسبة من الدواء والشفاء لأي مرض كان، ولأن صيغ الأحاديث كلها غير معرفة بالألف واللام وجاءت في سياق الإثبات بقوله (إلا السام) فهي في الغالب نكرة تعم؛ فهل المقصود بالعموم الوارد في هذه الأحاديث العموم حسب الأصل أم أن المقصود به الخصوص؟ هذا ما سيتبين لنا، وبه يتضح وجه الإعجاز.
فمن هذا الخلاف يتبين أن شرّاح الأحاديث الأوائل ما كانوا يتصورون أن الحبة السوداء قد يكون لها دور في العلاج لأي مرض كان, ولذلك خصصوا عموم هذه الأحاديث وظنوا أن العموم غير مراد، وإذا تأملنا في وصف جهاز المناعة في جسم الإنسان نجد أن الدراسات الحديثة أثبتت أنه النظام الوحيد والفريد الذي يقوم بحماية الجسم والدفاع عنه، والذي يقوم بإعداد السلاح المتخصص لكل داء.
فهو يقوم بالدفاع الأولي للجسم، ويمنع دخول الغازي، فإذا دخل فإنه يقوم بإبادته قبل تمكنه من احتلال الأنسجة وتكاثره فيها.
ويحتوي الجهاز المناعي على مواد تقوم بالالتصاق بالجراثيم الغازية والسموم، وتقوم بتحطيمها، وهنالك من الخلايا ما مهمته مقاومة الإصابة، وأخرى مهمتها تنشيط خلايا المناعة المختلفة لكي تقوم بمهمتها في الدفاع والهجوم، وخلايا أخرى مهمتها ابتلاع وهضم الكائنات الدقيقة والغريبة،
وإذا لم تستطع هذه الخلايا ابتلاعها بسبب كبر حجمها فهنالك خلايا قاتله، فتقوم بمهاجمتها.
وهذا كله يدخل في المناعة الطبيعية والفطرية.
والمناعة الأخرى تسمى المناعة النوعية والمكتسبة، وتتكون هذه المناعة من النسيج اللمفاوي, والخلايا اللمفاوية, وهي تقوم بإنتاج الأجسام المضادة المتخصصة للقضاء على كل ميكروب غازي للجسم حسب تركيبه ووصفه، فعند مهاجمة الميكروب للجسم تقوم بعض الخلايا بإنتاج خلايا خاصة لمهاجمة هذا الغازي، وخلايا أخرى مهمتها تنشيط خلايا المناعة، وتقوم الخلايا القاتلة بتنفيذ عملية القتل وتدمير وحدات العدو.
أما الخلايا الكابتة فمهمتها تبدأ عندما تدمر خلايا العدو أو الميكروب، فتقوم بإعطاء الإشارة إلى الخلايا الأخرى بإنهاء القتال فلا داعي للاستمرار في القتال أو إنتاج خلايا جديدة بعد أن تم تدمير الغازي.
فهذا الجهاز هو الوحيد الذي يقوم بجميع هذه الأدوار من حماية ودفاع وقتل للغازي وتجهيز خلايا جديدة لمحاربة هذا الغازي؛ فهو النظام الوحيد الذي يستخدم في علاج كل داء، وهذا هو عمله في الجسم البشري.
والحبة السوداء تقوم بتقوية هذا الجهاز بتقوية خلاياه المختلفة كما أثبتت الأبحاث والتجارب، فيمكننا بعد ذلك بعد أن عرفنا دورها في تقوية هذا الجهاز أن نطلق عليها أن فيها شفاء من كل داء.
ويقول الدكتور الصاوي: (( وبما أنه لا توجد مادة مركبة، أو بسيطة على وجه الأرض تملك خاصية المقدرة على التخلص من مسببات جميع الأمراض وشفائها حتى الآن فيما نعلم وتعمل عمل جهاز المناعة، فعليه يمكننا القول بأنه الجهاز الوحيد الذي يملك تقديم شفاء من كل داء على وجه الحقيقة واليقين، بما يحويه من نظام المناعة النوعية أو المكتسبة التي تمتلك إنشاء الأجسام المضادة، وتكوين سلاح الخلايا القاتلة والمحللة المتخصصة لكل كائن مسبب للمرض.
وهذا الجهاز هو مثل بقية الأجهزة ينتابه العطب والمرض، فقد يعمل بكامل طاقته وكفاءته أو بأقل حسب صحته وصحة مكوناته، فما دام هذا الجهاز سليماً معافى في الجسم يستطيع القضاء على كل داء(47)،وحيث إن هناك مواد خلقها الله سبحانه وتعالى تنشط هذا الجهاز وتقويه، أو تعالج وتصلح ما فيه، فيمكن أن توصف بما يوصف به هذا الجهاز نفسه.
وبما أنه قد ثبت أن الحبة السوداء تنشط المناعة النوعية أو المكتسبة برفعها نسبة الخلايا المساعدة، والخلايا الكابحة، وخلايا القاتل الطبيعي، لذلك يمكن أن نقرر أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء؛ لإصلاحها وتقويتها لجهاز المناعة، وهو الجهاز الذي فيه شفاء من كل داء ويتعامل مع كل مسببات الأمراض، ويملك تقديم الشفاء الكامل أو بعضه لكل الأمراض، كما أن ورود كلمة (شفاء) في الأحاديث بصيغة النكرة يدعم هذا الاستنتاج، حيث تتفاوت درجات الشفاء تبعاً لحالة جهاز المناعة ونوع المرض وأسبابه ومراحله))(48).
وبعد أن تكلم الدكتور الصاوي عن الجهاز المناعي ودور الحبة السوداء في تقويتة يتبين لنا وجه الإعجاز، حيث تظهر قوته عندما نعلم أن المتكلم به رجل أمي في بيئة أمية صحراوية لم تعرف الحضارة، وذلك قبل 1400عام، وهذه الحقائق لهذه الأخبار كانت مخفية ومجهولة عند الأطباء وغيرهم، إلى أن جاءت الأبحاث والتجارب في هذا العقد الأخير من الزمن، فأظهرت المقصود من قول الرسول r، وأن العموم الوارد في الحديث حقيقي, ولذا يقول الدكتور الصاويSad(وبهذا يفسر العموم الوارد في الحديث.
ثم يقول: وهكذا تجلت الحقيقة العلمية في هذه الأحاديث الشريفة، والتي ما كان لأحد من البشر أن يدركها؛ فضلاً عن أن يقولها ويحدث الناس بها منذ أربعة عشر قرناً إلا نبي مرسل من الله، يتلقى معلوماته من العليم بأسرار خلقه؛ وصدق الله القائل: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَىَ﴾[النجم:3،4]))(49).
وكما علمنا دور الحبة السوداء في تقوية جهاز المناعة، والقضاء على الكثير من الجراثيم فقد ثبت أيضاً فاعليتها في علاج كثير من الأمراض كالربو، والمغص الكلوي،وكثير من أمراض الكبد، وتساعد في علاج الأمراض التحسسية، وتقي من أمراض القلب، والشرايين، وتثبط خلايا سرطان القولون، والثدي.
هذا ما أثبتته لنا الأبحاث، وبتطور العلوم يوماً بعد يوم ستظهر لنا الحقائق أكثر؛ لأنه r لا ينطق عن الهوى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moohnd.yoo7.com
 
أهمية الإعجاز بين المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تارك الصلاة وواجب المسلمين نحوه
» الإعجاز العلمي في الصلاة
» سؤال في الإعجاز العلمي: كيف يمسك الله السماء؟
» داهية الإعجاز ... ورده على المشككين بكتاب الله
» نبات الصبر .. بين الإعجاز النبوي والطب الحديث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
¯¨'*·~-.¸¸,.-~*' (منتدى الدعوه الى الله) ¯¨'*·~-.¸¸,.- - :: ۩۞۩ المنتديات الاسلاميه العامه ۩۞۩» :: قسم الأعجاز العلمي-
انتقل الى: