دمعة ندم المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 622 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 55 الموقع : منتديات الدعوه الى الله
| موضوع: عوامل نجاح الدعوه الى الله الإثنين أكتوبر 26, 2009 9:38 am | |
| صبر الدعاة
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)} [البقرة]
وقال: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ... (35)} [الأحقاف]
عجبا لأمر المؤمن
وعن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
والمقصود هنا الصبر على الدعوة وما يتعلق بها:
1- الصبر على المدعوين الذي يدعوهم الداعي إلى ما لم يألفوا، وينهاهم عما ألفوا، وما يصيبه منهم من أذى.
عن خبَّاب بن الأرتِّ قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسِّد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: (قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون). وقصة آل ياسر وبلال
2- صبر الداعية على النجاح بعدم الاغترار بعمله، وعلى الفشل بعدم اليأس.
البدء بغرس التوحيد وأصول قِيَمِه في المدعوين
فكانت دعوة التوحيد أول ما بدأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعثه الله إلى قومه، وخلال ذلك دعاهم إلى مكارم الأخلاق، كالصدق والأمانة والعدل والتكافل، وترك أضدادها مما يهز كيان المجتمع، كالخيانة والظلم و ترك الفواحش مثل الزنا، وعندما بعث معاذا إلى اليمن، قال أمره بدعوتهم إلى التوحيد الذي هو أساس الدين وإقامة الصلاة، التي تربطهم دائما بربهم، وبأداء الزكاة التي تكون سببا في ترابط الأمة.
وفي شرح عقيل بن أبي طالب لما دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم قومه في مكة –كما في سيرة ابن هشام - بيان شاف لما بدأ به صلى الله عليه وسلم من هذا الدين
وكانت بيعة العقبة الأولى التي وصفت ببيعة النساء تأسيسا لعقيدة التوحيد وتثبيت أصول القيم في الأمة التي لا حياة مستقرة بدونها، وهي أربع من الضرورات الخمس:
كما روى ذلك عبادة بن الصامت رضي الله عنه حيث قال: "إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بايعناه: على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا ننتهب ولا نعصي، بالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله" ، وقوله: "بالجنة متعلق بقوله بايعوا" في أول الحديث
وقد شملت جملة: "ولا نعصي" كلما سيدعو إليه قومه بعد الالتزام بما في هذه البيعة، كبنود بيعة العقبة الثانية التي كانت حاسمة في الالتزام ببذل النفيس والنفوس في نصرته صلى الله عليه وسلم.
والضرورة الخامسة هي حماية العقل مما يزيله، ولم تكن الخمر قد حرت
وسميت هذه البيعة "بيعة النساء" لأن الله تعالى أمر الرسول بمبايعتهن على بنودها كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)} [الممتحنة]
ولهذا وتساءل أهل بيعة العقبة الثانية عن دورهم في نصر رسول الإسلام، بعد أن ثبتت بنود البيعة السابقة في نفوسهم عقيدة وعملا وسلوكا
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم ومجنة وعكاظ ومنازلهم من مني من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي فله الجنة فلا يجد أحدا ينصره ولا يؤويه حتى أن الرجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون له أحذر غلام قريش لا يفتننك ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام وبعثنا الله إليه فائتمرنا واجتمعنا وقلنا: حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا بيعة العقبة | |
|