عدد المساهمات : 215 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/10/2009
موضوع: التمر غذاء ودواء الإثنين أكتوبر 26, 2009 8:45 am
التمر أو البلح
Dates
Phoenix dactylifera
التمر (datiles) هو ثمار النخيل، ويقال له طعام الصحراء المفضل دوما، وهو خير معين في أزمنة المجاعة. ولقد حلت تلك الأشجار المباركة مشاكل المجاعات عندما كانت تضرب بعنف فى تلك البلاد التى حباها الله بنخيل البلح، وأثرت بالخير الوفير علي من يستظل بها، وأشبعت الكثير من بعد جوع وهلاك محقق. وشجرة النخيل المتوسطة تعطي ما يقارب في المتوسط 40 كيلو من التمر في كل عام، وعلي مدي 100 عام، وينمو التمر بكثافة خصوصا بالقرب من الماء. وسعف النخيل هو رمز للسلام والمحبة وحب الخير للآخرين. وقد أطعم الله سبحانه وتعالي السيدة مريم العذراء أم السيد المسيح عليه السلام من تلك الشجرة المباركة في وقت كانت فيه أضعف وأوهن ما يكون المرء في حالته، وهو عند حدوث المخاض والاستعداد للولادة عند السيدات، وقد أعطاها الله من أسباب القوة وهون عليها صلابة جذع النخلة، الذى هو أقوي ما فيها، وجعل السيدة الطاهرة أن تهز الجذع هزا خفيفا حتى يتساقط عليها التمر رطبا جنيا، لكي تأكل منه، لكى يهبها من الخير والقوة ما يعينها علي إتمام الولادة لنبي الله عيسي عليه السلام، بيسر وبغير تعب. وثمار التمر أول ما يعرف عنها بالدراسات العلمية الحديثة، أنها من مضادات السرطان. هكذا يقول الدكتور (جونسان هارتول) أحد مؤسسي معهد السرطان الوطني في باسيدينا، مريلاند، بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي قام بفحص الآلاف من النباتات التي لها خاصية مقاومة السرطان أو علاجه، وقد ألف كتابا بهذا المعني تحت عنوان (نباتات ضد السرطان).
حيث أفاد أيضا بأن اللبخة المصنوعة من نوي البلح المطحون تعتبر علاجا نافعا لأورام الخصيتين. كما أوضح الباحث أن ثمار التمر تعتبر علاج لسرطان المعدة، والرحم، والبطن، وصلابة الكبد والطحال، والقروح السرطانية الدامية وغير الدامية، وأورام اللثة والفم، والغدة النكافية، والرقبة. والتمر غني بمعدن البورون، وهذا المعدن هام للحفاظ علي عظام قوية وسميكة، ويحمي من هشاشة العظام عند تقدمنا بالسن. كما أن البورن يزيد من نسبة الأستروجين الطبيعي بالدم، وهو الهرمون المسئول عن منع هشاشة العظام لدي الجنسين، وخصوصا عند النساء. فبعد بلوغ سن اليأس أو سن انقطاع الطمث، فإنه يحدث فقد هائل للنسيج العظمي من الجسم خصوصا من مناطق الحوض وعظام الفخذ، والمفاصل، والفقرات المكونة للعمود الفقري، وذلك بدون استثناء بين الجنسين، وخاصة بين النساء. وقد وجد أن تناول ما مقداره 3 مللي جرام من معدن البورون يوميا يخفض نسبة فقد الكالسيوم من العظام بنسبة 40 %. وبدون معدن البورون فإن الجسم البشري لا يستطيع أن يبقي علي الكالسيوم بداخله أو أن يستفيد مما يحصل عليه من الكالسيوم كا إمداد من الخارج، لذا فإن حالات هشاشة العظام تظل علي ماهي عليه بالرغم من الحصول علي احتياجات الجسم من الكالسيوم من الخارج، والسبب هو عدم حصول الجسم علي ما يكفيه من معدن البورون اللازم للاحتفاظ بالكالسيوم داخله. وهناك نباتات وفاكهة غنية بعنصر البورون، ونذكر منها: التمر أو البلح، والعنب، والذكريب، والفاصوليا، واللوز، والعسل النحل.
ومما هو جدير بالذكر أن بعض الأفراد قد يصابون بآلام في البطن، أو مغص، وقيئ أو اسهال أو حتى اضطرابات معوية أخري لمجرد أن طعامهم يحتوي علي أحد مشتقات القمح، وهو مركب - الجليوتين - والذي يعتبر نوع من البروتين المرن والذي يوجد في عجين الطحين، ويسبب كل الأعراض التى سبق ذكرها نظرا لعدم القدرة لدى البعض من هضم وتمثيل هذا النوع من البروتين، والذى يسبب التحسس عند البعض. وقد وجد أن التمر، والتين، وكلاهما قد ذكر في محكم آيات القرآن الكريم، كل في موضعه، إذ أن كل منهما يمكن أن يحل تلك المشكلة ويتغلب عليها. حيث أن التمر يحتوي علي مركب معقد من البروتين والكربوهيدرات معا مخلوطا بالمعادن المختلفة، والذي يمكن له السيطرة علي حالة التحسس من مادة الجلوتين التي قد يشكو منها البعض منا، والتي تشكل عندهم معانة يومية عند تناول بعض الخثدي أو أحد منتجات الطحين، وكذلك يفعل أكل التين ويحل كثيرا من مشاكل هؤلاء المرضى. والتمر يمكن له أن يزيل الحموضة بالمعدة، وآلام المرئ الناشئة عن عسر الهضم. ويبقي تحفظ واحد علي تناول التمر بواسطة هؤلاء الذين يعانون من مشاكل تمثيل السكر في الجسم لديهم، سواء بالزيادة (مرض السكر) أو بالنقصان (قلة مستوي السكر في الدم) فيجب الحذر علي هؤلاء من تناول التمر، نظرا لما يحويه من نسبة تسكر عالية، قد تخل بميزان السكر لدي هؤلاء الأفراد.
وعلى مائدة الإفطار الرمضانية بضع تمرات يضعها كل فرد من أفراد الأسرة أمامه؛ لتكون أول ما يبدأ عليه إفطاره المبارك، إقتداء بسنة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حينما قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمرًا فالماء فإنه طهور" رواه الترمذي. والعرب من الشعوب التى بينها وبين التمر علاقة حميمة منذ قديم الأزل، ليس لأن أرضهم من أشهر الأراضي التى تزرعه، بل وأيضًا لكثرة ذكره ولتعدد فوائده دائمًا في القرآن والسنة المطهرة. في سورة النحل .. آية (11) يعدِّده القرآن بين آيات الله ونعمه على البشر.. قال تعالى: "يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون". وفي الصحيح: "من تصبَّح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر"
فما هي الأسرار العلمية للتمر والتي تجعل له كل هذه الفوائد؟ نخيل التمر والذي يُسَمَّى بشجرة الحياة يعتبر من أقدم الأشجار في العالم، وشجرة الحياة مكان نشأتها غير أكيد.. فمن العلماء من يقول: إن منشأها الأصلي مدينة "بابل" بالعراق ومنهم من يقول: إن أرض السعودية هي مكان المنشأ.. وآخرون يرجعون منشأها إلى جزيرة بالخليج العربي بالبحرين تسمى "هارقان". يُقَدَّر عدد أشجار النخيل حول العالم بـ 105 ملايين نخلة على مساحة 800.000 هكتار، 62 مليون نخلة منه تقع في العالم العربى وحده. يصل عمر شجرة النخيل إلى ما يقرب من 150 عامًا، إلا أنها تتميز بأنها بطيئة النمو، حيث تحمل إناث شجر النخيل التمر بعد خمسة سنوات من زراعتها. يعتمد اقتصاد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اعتمادًا أسآسيا على إنتاج التمر.. إلا أنه يزرع بكثرة أيضًا في جنوب وشرق أفريقيا، جنوب ووسط أمريكا.. وفي أسبانيا وإيطاليا، وجنوب أوروبا. بلح النخل يُسمَّى بالهيروغليفية (أمات) ومنها أخذت كلمة أمهات، ومنه عدة أنواع وأصناف.حسب قوامه
وهى تشمل:
البلح الجاف (التمر): وهو يحتوي على درجة كبيرة نسبيًّا من السكر، ولا يؤكل إلا بعد تمام جفافه، وأهم أنواعه: السكوتى، الجنديلية، البرتمودا، والجرجودا. البلح نصف الجاف: ومنه العمري والعجلانـي والسيوي، وهو من أهم بلح العجوة. البلح الطري ومنه: الحيانـي، بنت عيشة، الأمهات، السماني، والزغلول، قد تؤكل كلها رطبًا ما عدا الزغلول.. أما الأمهات فلا بد من أكله رطبًا. وتتباين الألوان بوجه عام ما بين الأصفر والأحمر.
مكونات البلح وقيمته الغذائية البلح يُعتَبر من أغنى أنواع الفاكهة بالسكريات الطبيعية وأرخصها وأكثرها على مدار السنة.. والسكريات فيه (الجلوكوز) تصل إلى نسبة 70% من مكوناته.. وهى سريعة الامتصاص وسهلة التمثيل في الجسم، حيث تمدُّ الجسم بطاقة قدرها 3470 سعرًا حراريًّا لكل 1 كجم من التمر.. وذلك إثر تناوله بوقت قصير. ويسمى التمر أحياناً بمنجم المعادن، لكثرة ما فيه من العناصر المعدنية التى يحويها.
فكل مائة جرام من البلح تحتوى على: (40 - 72 مليجرام فوسفور و 65 - 71 مليجرام كالسيوم) اللازمين لتكوين العظام والأسنان والأنسجة العصبية (790) مليجرام بوتاسيوم اللازم لفسيولوجية الخلايا المختلفة؛ لذلك لا ينصح باستخدامه بكثرة لمرضى الفشل الكلوى وأمراض الكلى المزمنة (150) مليجرام ماغنسيوم اللازم للعضلات الإرادية، وعنصر الماغنسيوم يكاد ينعدم في كثير من الفاكهة. ويعتقد أن البدو الذين يسكنون مناطق الواحات بأن خلوهم من أمراض السرطان هو نتيجة لاستهلاكهم كميات كبيرة من التمر الغنى بالماغنسيوم. أيضاً يحتوى على (2 – 4) مليجرام حديد و(0.9) مليجرام صوديوم، 65 مليجرام كبريت، 28 مليجرام كلوريد، 3 مليجرام كلور، كما تتواجد فيه فيتامينات أ، د، ب المركب. وقد وجد أن كمية من البلح قد تضارع في قيمتها الغذائية ضعف ما لأنواع اللحوم من قيمة، وثلاثة أمثال ما للسمك من قيمة غذائية.. حيث يقدر البروتين فيه بنحو 1.9% إلى 2%. ويصنع من التمر العصائر، والمربات، والآيس كريم، وبعض أطعمة الأطفال، كما يدخل في صناعة المشروبات العادية لكى يكسبها الطعم الحلو.