دمعة ندم المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 622 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 55 الموقع : منتديات الدعوه الى الله
| موضوع: قصة وموعظة من واقعنا (أقرأ ولا تستغرب ) الخميس أكتوبر 22, 2009 9:25 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على نبيه خير البشر وشفيع المحشر وعلى من آوى ونصر وعلى آله وصحبه الأخيار, أما بعد تقول أختنا في الله .. قررت أن أروي لكم قصتي هذه بعد المعاناه والألم سنين طوال ليعتبر بها أخواتي من بنات الأمة الإسلامية, وذلك لأن الواقع الذي نعيشه مليء بهذه الأحداث من غير إدراك الكثير من الأخوات أن الذي يحصل لهن بعد ذلك هو فقط نتيجة لما قد سبق هو عذاب من الله ليمتحن به قلوب الذين يخشون ربهم ويكفر به عن خطاياهم السابقة.
بعد أن أنهيت دراستي الثانوية ودخلت الجامعة بدأت حياتي تتغير وتأخذ منحى أخر بعد أن خالطت بنات من أماكن مختلفة ويحملن أفكار مختلفة وهنا يتبين الفرق بين الفتيات اللاتي يتأثر بالمحيط الخارجي وبين اللاتي لا يتأثرن بهذا كله ويلتزمن بالأفكار التي كانت قد عرفنها من أهلهن وهي الأفكار الصحيحة المبنية على الخوف من الله وطاعته , ولكني كنت ضعيفة الشخصية ولم أكن قريبة من الله , فبدأت أنخرط مع هذه الفتيات في سلك الرذيلة فبتدبير منهن بدأت بالحديث مع شاب عن طريق الهاتف وهو من منطقه قريبه من منطقتنا وأحيانا أخرج معه نذهب في سيارته التي كانت نوافذها مغطاة بطبقه بحيث لا ترى من الخارج, ونبدأ بالحديث لساعات طويلة ومن ثم نتبادل القبل ولكنني لم أفعل معه الفاحشة ولم يكن هو أيضا يدفعني لذلك , وكان شعورا جميلا بحيث أني أحببته كثيرا وكنت أشتاق رؤيته من جديد كل يوم , ومن الفسق الذي وصلنا إليه أني كنت أحدثه وأخرج معه حتى في ليالي الشهر الكريم ( رمضان ), لم يكن هذا الشاب ينوي أن يتزوجني وأنا على علم بهذا بالرغم من حديثه المتواصل عن نيته للزواج مني , وذلك لأني على علم أن الشباب يختارون في نهاية المطاف المرأة العفيفة الصالحة لتكون زوجة وأما لأولادهم , وهذا تعلمته من الفتيات اللاتي كنت أجالسهن , فجميعهن لم يتزوجن بأصدقائهن بالرغم من المواثيق والوعود الكاذبة. وبعد رحلة امتدت ست سنوات على طريق الرذيلة جاء اليوم الذي تقدم فيه شاب لخطبتي من أهلي وكنت في ذلك الوقت أعمل كمدرسة في إحدى المدارس , فقررت أن أبتعد عن الشاب الذي كنت أخرج معه , فخرجنا ذات يوم وأخبرته بالموضوع , فغضب غضبا شديدا وبدأ يتوعدني بأنه سيفسد هذا الزواج بأي شكل من الأشكال, ولم آبه بكلامه وقطعت صلتي به, فغيرت رقم هاتفي ولم يعد قادرا على الاتصال بي. وبعد موافقتي وموافقة أهلي على الشاب الذي تقدم لخطبتي تزوجنا بعد ذلك بشهر وكانت حياتنا من أسعد ما يمكن وحدث أن حملت وفرحت انا وزوجي بذلك ولكن عندما أنجبته تبين أن هذا الولد مشوه وتوفي بعد فترة قصيرة بعد ولادته وأخبرنا الأطباء أن هذا النوع من التشوهات يحدث عند الأمهات المصابات بالسكري أو غيره من الأمراض التي تأثر في الدم ولكني لم أكن مصابة بأي مرض, وبعد ذلك بسنة حملت مرة أخرى وأنجبت فتاة أيضا مشوهه وتوفيت بعد الإنجاب مباشرة , وعزى الأطباء السبب في الحيوانات المنوية لدى زوجي فبدأ زوجي بتناول عدد من الأدوية تلتها فحوصات كثيرة تبين بعدها أن زوجي لم يعاني من شيء , ومن ثم بدأت أنا بالفحوصات وكانت النتيجة ذاتها لم أكن أعاني من أي شيء , وهنا بدأت تساورني الظنون في صديقي السابق وبدأت أتسائل هل كان يعني ما قال قبل ثلاث سنوات من أنه سيفسد الزواج بأي شكل من الأشكال , فقررت الاتصال به ولكن تبين لي أنه غير رقم هاتفه بعدها تراجعت عن الموضوع وأزلت الفكرة من رأسي .
في هذه الفترة بدأنا أنا وزوجي في الدخول في دوامة من الخوف من إنجاب أطفال, وبعد سنتين قررنا الإنجاب فكانت الصدمة ... الطفل كان مشوها ... وهنا قررنا الذهاب إلى أحد المشايخ المعروفين , فأخبرناه بالقصة فبدأ بقراءة القرآن والتمتمات إلى أن تبين أني قد عمل لي عمل من قبل شخص وذلك لتشويه الجنين وهنا اضطررت للكشف عن سوابقي أمام زوجي ولكني لم أخبره عن كل شي فلم أخبره أننا كنا نخرج مع بعض أو نتبادل القبل أخبرته فقط أننا كنا على علاقة عن طريق الهاتف فقط , وهنا بدأت مرحلة العلاج فنصحنا الشيخ بقراءة سورة البقرة كل يوم مع الأذكار, وبحمد الله وفضله أنجبنا ولد وبنتا من بطن واحد بعد العلاج وكانا بصحة جيده, ومرت الأيام وانقضت سنتان بعدها أنجبت ولدا مشوها ومات بعد الولادة فرجعنا إلى الشيخ مرة أخرى فأخبرنا أن ذلك الرجل قد عقد مرة أخرى , وبدأنا مرحله أخرى من العلاج ولكن هذه المرة بدأت المشاكل بيني وبين زوجي عن ما فعلته سابقا وأخذ يشك كثيرا في تصرفاتي إلى درجة أنه منعني من الهاتف وحلف علي إن لم أخرج من عملي فإني طالق منه , فخرجت من عملي وبدأ بضربي على كل خطأ ولو كان بسيطا وهنا بدأت حياتي تتحول إلى جحيم فقمت أضرب أولادي وأنازعهم على كل صغيرة ... ومرت ثلاث سنوات وكأنها ثلاثة قرون بعدها طلقني زوجي ورجعت إلي بيت أبي ومعي أولادي ولكني أحسست بأني غريبه في البيت لأني الآن مع أولادي وبسببهم بدأت أنازع إخوتي الصغار وبهذا أثرت حفيظة أبي فبدأنا بالنزاع مما كان سببا في انتقالي الى بيت أخي, وهناك شعرت بالخجل ..صحيح أنه بيت أخي ولكن أحس بأني ثقل عليه فهو يعمل براتب ضعيف ولديه أسرة ليتكفل بها وكان بيته المستأجر يتكون من غرفتين فقط غرفة المعيشة وغرفة الأولاد, وعندما انتقلت معهم أصبح هو وزوجته وأولاده الأربعة ينامون في غرفة واحدة, لكن ماذا أفعل ؟ أين أذهب ؟ عــذاب في عـذاب ومشاكل تزداد كل يوم تنخر نفسي من الداخل أصبحت لا أنام الليل, كثيرة التفكير في مستقبلي ومستقبل أولادي وتمنيت أن يعود زوجي ليستردني بعد مرور شهر ونصف على الطلاق ولكنه لم يفعل وقد بقي شهر ونصف وبعدها أصبح منه طالق طلاقا غير رجعي, فبدأت في التفكير من أين أتت المشاكل كي أحاول أن أحلها فوجدت أني أنا سبب هذه المشاكل كلها من اليوم الذي بدأت فيه بالحديث مع ذلك الشاب إلى هذا اليوم وأحسست أن هذا عقاب من الله لي على عصيانه, رجعت بعد ذلك إلى الشيخ الذي عالجني في المرة الأولى وكان شيخا مؤمنا بالله , فأخبرته بما آلت إليه الأمور فعلمني كلمات لن أنساها أبدا , فبدأ بقول الله تعالى بعد أن استعاذ بالله من الشيطان الرجيم
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر53
فلما قرأ هذه الآية بصوته الندي خفق قلبي بشدة وأحسست بقشعريرة في جسدي, فلم أملك نفسي فأجهشت بالبكاء فلما هدأت نفسي وتوقفت قال لي : يا بنيتي قد ارتكبتي جرما عظيما في حق الله فمن حق الله طاعة أوامره واجتناب نواهيه فأنصحك بالقرب من الله فأنت اليوم على ظهر الأرض ومن ثم في بطنها بعد أن يشاء الله فلا تعلم نفس أجلها, وما هذه المصائب إلا من الذنوب عودي إلى الله ... فلن تجدي ملجأ إلا إليه وقرأ قوله تعالى :
( اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ) الشورى 47 فخرجت من عنده وفي قلبي أمورا أحدث بها نفسي , فكيف أحاطت بي ذنوبي فنسيت ذكر الله , ورجعت إلى بيت أخي لأجلس مع نفسي وأحاسبها , وأول ما بدأت به في صباح اليوم التالي هو أبي فاعتذرت منه وقبلت رأسه ويده وقلت له استغفر لي فقد أخطأت في حقك, وبدأت مشوار حياتي من جديد فأصبحت أصوم كل أثنين وخميس من كل أسبوع وأقوم الليل وأقرأ القرآن وأثقف نفسي في أمور ديني ... تغيرت حياتي كليا فأصبحت أنام وأنا مرتاحة البال لأني أعلم أن الله لن يضيعني أبدا , بعد ذلك بشهر رجع زوجي يطلب من أبي أن أعود إليه ولما زف إلي الخبر بكيت من الفرحة وصليت ركعتين شكر لله وحمدت الله كثيرا .. ورجعت إلى زوجي لأعيش معه حياة سعيدة يملؤها حب الله وبدأت بعد سنة من رجوعي بإلقاء المحاضرات للنساء لتنويرهن بأمور دينهن بعد أن وثقت نفسي بالعلم النافع ... وأنا اليوم انظر لحالي في ما سبق وأحمد الله أن هداني لصراطه المستقيم وبذلك أدعو أخواتي من بنات الأمة الإسلامية للعودة إلى الله, فما أحلاها من عودة .... ايــه والله..العيش في كنف الرحمن عيش هنئ ... إنها حلاوة الإيمان التي كنت أسمع بها أما الآن وقد عشتها بنفسي فقد علمت ما تحتويه, هي أكثر من هاتين الكلمتين هي حياة مليئة بالسعادة التي لا توصف .. نعم إنها لا توصف وأذكر أخواتي بقوله تعالى :
( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) النحل97
| |
|