¯¨'*·~-.¸¸,.-~*' (منتدى الدعوه الى الله) ¯¨'*·~-.¸¸,.- -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

¯¨'*·~-.¸¸,.-~*' (منتدى الدعوه الى الله) ¯¨'*·~-.¸¸,.- -

منتدى اسلامي محاضرات وخطب فلاشات دعويه رقيه شرعيه
 
الرئيسيةحياكم الله*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابليس في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دمعة ندم
المـديـر العـــام
دمعة ندم


عدد المساهمات : 622
النشاط : 0
تاريخ التسجيل : 16/10/2009
العمر : 55
الموقع : منتديات الدعوه الى الله

ابليس في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: ابليس في القرآن الكريم   ابليس في القرآن الكريم Emptyالأحد أكتوبر 18, 2009 12:17 pm

العصيان
وردت قصة إبليس فى سورة البقرة مجملة كتمهيد لقصة خروج آدم عليه السلام من الجنة, قال تعالى [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)] البقرة, كما وردت مجملة أيضا فى سورة الكهف على سبيل التعجب من أولئك الذين يتخذونه وذريته أولياء من دون الله وإنكار ذلك عليهم , يقول الحق تبارك وتعالى [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50)] الكهف.
وقوله تعالى [فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ]كناية عن العصيان وعدم الامتثال لأمر الحق سبحانه وتعالى, وقد جاء هذا المعنى مباشرا فى سورة البقرة [أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ], كما جاء أيضا فى سورة طه [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116)]
أما تفصيل القصة فقد ورد فى سور الأعراف والحجر والإسراء و ص, فى سورة الأعراف توضح الآيات لماذا أبى إبليس عليه اللعنة السجود لآدم وكيف استكبر وكيف كان من الكافرين, يقول الحق تبارك وتعالى [وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)] الأعراف. وقد ورد هذا المعنى فى سورة الحجر فى قوله تعالى : [قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (33) ] , أيضا ورد هذا المعنى فى سورة الإسراء فى قوله تعالى [وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61)] وفى سورة ص يقول الحق جل وعلا [قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76)]
وهنا تجدر الإشارة إلى أن اختلاف صيغة الحوار فى هذه السور ليس إلا اختلافا ظاهرا, فقوله تعالى[ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ..] فى سورة الأعراف وقوله تعالى [قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32)] فى سورة الحجر غير متعارضين وإنّما يكمل كلاهما الآخر, ويفسرهما قوله تعالى فى سورة ص [قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) ], كذلك لا يتعارض قوله تعالى على لسان إبليس فى سورة الحجر [قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ (33)] مع ما جاء فى سورة الأعراف على لسان إبليس [قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12)] , والذى تكرر بنصه فى سورة ص [ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76)]وإنّما يفصل مجمله, كذلك يفصل ما جاء فى سورة الإسراء على لسان إبليس [قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61)] , واعتقادى والله أعلم أن كل هذه الأقوال جاءت فى الحوار الذى جرى بين الحق سبحانه وتعالى وإبليس عليه اللعنة , حين عصى أمر ربه وتأبى على السجود لآدم عليه السلام .

خروج إبليس من الجنة
فى سورة الأعراف يقول الحق تبارك وتعالى [قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)] وتوضح سورة الحجر مصير إبليس بعد خروجه من الجنة, يقول المولى تبارك تعالى [قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)] وقد تكررت هاتين الآيتين بنصهما فى سورة ص, قال تعالى [ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)]


الإغواء
تأتى بعد ذلك قصة إغواء إبليس لآدم عليه السلام وذريته, وتبدأ بسؤال المولى تبارك وتعالى أن ينظره إلى يوم البعث, فيجيبه الله جل وعلا أنه من المنظرين, قال تعالى فى سورة الأعراف [قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15)] وفى سورة الحجر [قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)] وتكررت هذه الآيات بنصها فى سورة ص [ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)] , ثم يفصح إبليس عليه اللعنة عن عزمه إغواء آدام وذريته إلا المخلصين منهم , يقول الحق تبارك وتعالى فى سورة الأعراف [ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)]
ونقف هنيهة مع قول الحق سبحانه وتعالى فى [لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ], الفعل قعد غالبا لا يتعدى لمفعول به, وإنّما يتعدى لحرف جر مثل فى أو على أو يتعدى لظرف مكان مثل فوق ومع, ولكنه هنا تعدى لمفعول به (صراطك المستقيم), وهذا يدل على الشمولية, فهو يقعد فيه وعليه وفوقه ومعه, ولا يترك مكانا متصلا به إلا شغله, أيضا يدل على أن إبليس عليه اللعنة لا يرتاد أماكن اللهو والمنكر والفسوق, فروادها فى غير حاجة إلى إغوائه, وإنّما يرتاد أماكن العبادة, وأماكن الصلاح والإصلاح, وإجمالا كل الأماكن التى تتجلى فيه طاعة الله سبحانه وتعالى, وهى التى يشملها التعبير القرآنى (صراطك المستقيم), [ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ] ثم حرف عطف واللام فى لآتينهم للتوكيد وفيه دلالة على إصرار إبليس على الإغواء, ليصل بذرية آدم إلى الحالة التى يظن أنه واصل بِهم إليها وهى حالة الكفر والعياذ يالله, عبر عنها بقوله : [وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ], لأن الشكر على النعمة من أعظم مظاهر الإيمان, وعدم الشكر هو الجحود والنكران, وهما من مظاهر الكفر , بل من أشد مظاهره ظلما,
نعود إلى ما أفصح عنه إبليس عليه اللعنة, فنقرأ فى سورة الحجر قوله تعالى [قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)] , لأزينن لهم أى طريق الشر ليسلكوه, واللام والنون للتوكيد, ولأغوينهم أى لأضلهم وأبعدهم عن طريق الخير, والملاحظ أن ما جاء فى سورة الحجر يكمل ويشرح ما جاء فى سورة الأعراف, فهو سيقعد لبنى آدم صراط الحق, ويأتيهم من كل الجهات, ويزين لهم طرق الشر, ويضلهم عن طرق الخير, وقد وأجملت سورة الإسراء مسألة الإغواء مع سؤال الحق سبحانه وتعالى أن ينظره إلى يوم القيامة, يقول الحق تبارك وتعالى [ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً (62)], والاحتناك للفرس بأن يوضع الرسن أو اللجام فى فمه, فيسهل سوقه, وهكذا يريد إبليس أن يفعل ببنى آدم, أما فى سورة ص فقد تكرر قول إبليس بلفظ الإغواء مقدما بالقسم, إذ أقسم بعزة المولى عز وجل أن يفعل, يقول الحق سبحانه وتعالى [قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)]
فتتوعده الحق بحانه وتعالى وتوعد من يتبعونه بالعقاب الشديد, قال تعالى فى سورة الأعراف [ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)] , وفى سورة الحجر [ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)] , وفى سورة الإسراء [قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65)] وفى سورة ص[قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)] , الملاحظ هنا أن ما جاء فى سورة الإسراء تفصيل لما جاء فى سور الأعراف والحجر و ص, ونقف هنيهة مع قول الحق تبارك وتعالى [وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً (64)] أربعة أفعال أمر استفزز .. أجلب .. شاركهم .. عدهم .. هذه الأوامر أوامر تعجيزية لأن إبليس ليست لديه القدرة على أن يضل أحدا, فليفعل ما يريد .. لذلك جاءت الآية التالية تؤكد أن عباد الله ليس له عليهم سلطان, واستفزز استزل واستخف, وأجلب من الجلبة أى الصوت وقيل هو كل صوت يدعو إلى عصيان الله .. وشاركهم فى الأموال أى اجعل نفسك شريكا فيها سواء فى كسبها بطرق غير مشروعة أو فى إنفاقها فى معصية الله, وشاركهم فى أولادهم قيل أولاد الزنى, وقيل ما قتلوا من أولادهم .. وقيل غير ذلك ولكن جامع ذلك كله تقصير بعض الآباء فى تربية أولادهم مما يجعلهم يسلكون طرق الانحراف المتعددة, وعدهم : أى بالباطل والأمانى الكاذبة .
الملاحظ أيضا أن الفعل (تبعك) تكرر ثلاث مرات فى سورة الأعراف (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) , وفى سورة الإسراء (فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً) وفى سورة ص (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ), ما عدا سورة الحجر جاء فى صورة مزيدة (اتَّبَعَك) قال تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ), والسبب فيما أعتقد والله أعلم أن الفعل تبعك أُتبع بـ (منهم) أى من الناس أجمعين وهؤلاء يتبعوت إبليس بأقدار متفاوته, أما الفعل اتّبعك فأُتبع بـ (من الغاوين) وهؤلاء سيكون اتباعهم لإبليس كثيرا لذلك زيد بناء الفعل ليزداد معناه ,

خروج آدم عليه السلام من الجنة
إلى هنا ينتهى الحوار الذى دار بين الحق سبحانه وتعالى وإبليس .. انتهى بخروجه من الجنة .. وبتوعده وتوعد من يتبعونه بجهنم وبئس المصير, ومع انتهاء هذا الحوار يبدأ حوار آخر بين الحق سبحانه وتعالى وآدم عليه السلام, أعتبره متمما للحوار الذى دار مع إبلي , لأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يطلعنا على هذا الناموس الذى ينتظم ملكوت الله عز وجل, فيه الطاعة والمعصية والثواب والعقاب, وفيه رحمة الله بعباده وتوبته عز وجل عليهم, إبليس عصى ربه, واستكبر, وكفر بنعمته فطرد من رحمة الله, وتوعده الحق جل وعلا بجهنم خالدا فيها وبئس القرار, وعصى آدم ربه, ولكنه تاب إليه, فاجتباه ربه وتاب عليه, وعصيان آدم عليه السلام ليس صدفة, ولكن المولى جل وعلا حذره من إبليس, وأخبره أنه عدو له, ومع هذا عصاه, ليهبط من الجنة, وتبدأ قصة الخلق على الأرض .
ماذا قال الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام , بعد أن أفصح إبلس عن عزمه إغواءه وذريته, وبعد أن توعده الله ومن اتبعه بجهنم وسوء المصير, قال تعالى فى سورة البقرة [وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)] وقال تعالى فى سورة الأعراف [وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)] , فهذا أمر من الحق سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام ألقى مرتين, فى أحدهما (وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا), وفى الثانية (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا), والفرق أنّهما فى الأولى سيجدان ما يأكلان رغدا حيث شاءا, وفى الثانية لهما أن يأكلا من حيث شاءا, وقد أتبع هذا الأمر بتحذير من وسوسة الشيطان وما يُمكن أن تسببه لهما هذه الوسوسة , قال تعالى فى سورة طه [فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى], وبالفعل وسوس لهما الشيطان أن يعصيا ربّهما قال تعالى فى سورة طه [فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)] وتفصيل ذلك نجده فى سورة الأعراف, يقول الحق تبارك وتعالى [فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ... (22)] وهنا يبدأ حوار آخر بين الحق سبحانه وتعالى وآدم عليه السلام, وقد ورد هذا الحوار مفصلا فى سورة الأعراف , قال تعالى [... وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)]
وقد أشار الحق سبحانه وتعالى إلى مسألة الهبوط فى سورة البقرة , قال تعالى [فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)], وقد أجملت الآياتان مسألة الوسوسة, ومسألة الهبوط, ثم توبة الحق جل وعلا على آدم عليه السلام, وقد وردت مسألة التوبة هذه مفصلة فى سورة الأعراف, قال تعالى [قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)], أيضا وردت مسألة الهبوط مفصلة فى سورة الأعراف, قال تعالى [قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)] , أما فى سورة طه فقد بينت الآيات أن الحق سبحانه وتعالى اجتبى آدم عليه السلام وتاب عليه, ثم بينت مسألة الهبوط وما يتبعه من حساب وعقاب يوم القيامة[ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moohnd.yoo7.com
 
ابليس في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انواع الماء في القرآن الكريم
» حق القرآن الكريم ... عليك كمسلم
» اعرف شخصيتك من القرآن الكريم
» نحو منهجية عملية في حفظ القرآن الكريم
» القرآن الكريم والحديث عن الثقوب السوداء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
¯¨'*·~-.¸¸,.-~*' (منتدى الدعوه الى الله) ¯¨'*·~-.¸¸,.- - :: ۩۞۩ المنتديات الاسلاميه الشرعيه ۩۞۩» :: قســــــــم القرآن وتفسيره-
انتقل الى: